
تقوم بعض الشركات بتوظيف أشخاص غير مناسبين للوظيفة بالقدر الكافي، بسبب الحاجة الملحة إلى ملء المنصب الشاغر بسرعة. مما يتسبب في العديد من الآثار السلبية البعيدة المدى لأي شركة، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، ففي حين قد يتسبب في خسائر مالية للشركات الكبيرة، فإنه قد يعرض مستقبل الشركات الأصغر للخطر إذا ما تركها العملاء. ومن أجل تجنب هذه المشكلات، ينبغي للشركات، أيًّا كان حجمها، التحقق من المعلومات التي يقدمها المرشحون للوظيفة عن أنفسهم، بدلًا من اكتشاف المشكلات فيما بعد ومن اهم آثار سوء التوظيف
تأثير سوء التوظيف السلبي على الانتاجية
من اجل اداء المهمة بالشكل المطلوب يجب ان تكون المعلومات الموجودة في السيرة الذاتية للمتقدم للوظيفة صحيحة و تعكس إمكاناته ومهاراته الحقيقية، إذا كانت غير صحيحة لن يتمكن من أداء المهمة التي تم توظيفه من أجلها. وبالتأكيد سيكون لذلك تأثير سلبي في الإنتاجية، لأن الموظفين الآخرين سيضطرون إلى بذل جهود أكبر لتحقيق الأهداف وتسليم المهام في المواعيد النهائية، ما يؤثر سلبًا في معنويات فريق العمل. يمكن أن يتسبب هذا التوظيف الخاطئ في هذه الحالة سوف يحباط أفضل أعضاء الفريق، ويدفعهم إلى ترك العمل هنا قد تخسر من يمتلك مهارات الخبرة والمعرفة مما يقلل قوة الفريق
تأثير سوء التوظيف التوازن المهني
ينبغي التفكير أيضًا في زملاء العمل عند اختيار الموظفين الجدد. فبجانب أهمية التأكد من أن الموظفين الجدد يمتلكون المهارات والمؤهلات الكافية لشغل الوظيفة، وضرورة تقييم ملاءمتهم لثقافة الشركة. اذا اخترت الشخص الغير ملائم قد لا يضيف أي قيمة للفريق، مما يؤثر في قوة الفريق بأكمله. فعلى سبيل المثال، تستضيف دولة الإمارات أكثر من 200 جنسية، وتوفر فرص عمل لأشخاص من ثقافات وخلفيات مختلفة، لذلك يجب أن يكون صاحب العمل في مثل هذه الدولة محددًا وواضحًا من البداية فيما يخص توقعات كلا الجانبين.
التأثير السلبي على سمعة الشركة
ليس من السهل إعادة بناء العلاقة مع العملاء في حالة فقدان الثقة لذلك التوظيف الخاطئ، خاصةً لأولئك الذين يتعاملون مع العملاء وجهًا لوجه، يمكن أن يدمر علاقات الشركة معهم، خاصةً إذا لم يتلقوا معاملة جيدة. يتعين على الشركات التأكد من أن الموظفين الذين يمثلونها أمام العملاء، يعززون سمعتها ومكانتها وربحيتها، ويحافظون عليها، ولا يضرون بها. عندما تتخذ الشركة قرار توظيف خاطئًا، وتُبقي على هذا الموظف، قد يشكك زملاء العملاء في قدرة الإدارة على اتخاذ القرارات الصحيحة، ما يؤثر ذلك سلبًا في العلاقة بين الإدارة والموظفين في الشركة، يجب على الشركة أيضًا إدارة سمعتها داخليًّا.
التأثير المادي
يظنون أن التوظيف الخاطئ لا يكلف شركاتهم شيئًا، إلا أن الحقيقة أن الموظف غير الكفوء الذي يدفع له راتبه السنوي ، يمكن أن يكلف الشركة ثلاثة أضعاف هذا الراتب سنويًّا. بحسب تقرير صادر عن اتحاد التوظيف في بريطانيا. وذلك بسبب الأموال المهدورة على التدريب وضعف الإنتاجية وترك أعضاء من فريق العمل لوظائفهم.
مثال لشركة صغيرة في نيويورك
يقول سايمون، وهو مدير شركة صغيرة في نيويورك، إنه بالرغم من أن ذلك الموظف المثير للمشاكل تمكن من جذب عميل كبير للشركة في الفترة الأخيرة، إلا أن تصرفاته غير المرغوبة بدأت تؤثر سلبيا على الشركة.
ويقول سايمون إن الرجل الذي يتحدث عنه يحرص على أن ينسب لنفسه فقط الفضل في تحقيق مكاسب للشركة، وكان يتعمد إهمال الأعضاء الآخرين في فريقه.
في الوقت ذاته، قيل إن الموظف يعمل ضد الشركة من خلال محاولة جمع عدد من العاملين بها حوله، والتهديد بإنشاء شركة خاصة به.
وقول سايمون: “كانت هناك حاجة لنُظهر للعاملين في شركتنا أن شخصا واحدا لا يمكن تفضيله على أعضاء الفريق بالكامل”. وهكذا تم انهاء خدمات ذلك الشخص.
ويضيف سايمون: “كان يمكن أن نعاني ماليا، ونهدر الكثير من الوقت لو استمر في العمل معنا. كان يمكن للأجواء السائدة، وطريقة التعامل داخل الشركة أن تكون في غاية السوء. ولا أدري ما إذا كانت الشركة ستظل قائمة إلى الآن من الأساس”.
ويطلق الآن على ذلك الموظف الذي يحمل هذه الصفات في كثير من أماكن العمل وصف “الموظف السام”.
وذكر تقرير صادر عن كلية إدارة الأعمال بجامعة هارفارد عام 2015، أن الاحتفاظ بموظف من هذا النوع “السام” يُمكن أن يكلف ميزانية الشركة أكثر من 12 ألف دولار في العام الواحد. وهذا أكثر من ضعف القيمة الإنتاجية التي يمكن للشركة أن تجنيها من موظف ذي أداء جيد.
وتقول دراسة أخرى إن الخسائر المالية السنوية التي يمكن أن يتسبب فيها مثل هذا النوع من الموظفين يمكن أن تكون أكثر سوءاً.
ففي استطلاع أجراه موقع “كارير بلدر” الالكتروني المعني بالوظائف عام 2012، وشمل 27 ألف شركة، تبين أن 25 في المئة من المشاركين في الاستطلاع قدروا تلك الخسارة المالية بأكثر من 50 ألف دولار في العام، بينما قال 41 في المئة منهم إن تلك الخسارة يمكن أن تصل إلى حوالي 25 ألف دولار سنويا.
تأسست شركة الألعاب “ليجو” عام 1923، وباتت من وقتها واحدة من أهم شركات الألعاب في العالم، وعلى الرغم من أن الشركة كانت قادرة على عقد صفقات هامة مثل الحصول على تراخيص لصناعة ألعاب خاصة بأفلام مثل “هاري بوتر” و”حرب النجوم”، إلا أن مبيعات الشركة تراجعت بعد انتهاء الضجة المصاحبة لهذه الأفلام.
ظلت الشركة رغم ذلك تنتج نفس الكمية من الألعاب وكانت تخسر مليون دولار يوميًا، حتى تم تعيين مدير تنفيذي جديد عام 2014، وكانت الشركة على وشك الإفلاس وقتها، لكن المدير التنفيذي الجديد قام بإجراء عدة تغييرات على الفور من بينها خفض كمية الإنتاج، ووقف خطوط الإنتاج التي لا تحقق مبيعات وإغلاق قسم ألعاب الكمبيوتر.
وبعد أن كانت الشركة على وشك الإفلاس عام 2003، أصبحت “ليجو” الآن شركة ناجحة تنتج أفلامًا وألعابًا وألعاب فيديو، كما أن لديها منتزهاً ناجحاً.
وفي النهاية، وجود فرد سيئ في بيئة العمل لا يعني بالضرورة أنها بيئة عمل فاشلة، ولكن يعني بالضرورة أنها مُسمّمة. وبالطبع يكون احتمال حدوث مشاكل كبيرة فيها وارداً طوال الوقت، خصوصاً إذا كان هذا الشخص يمتلك منصبا إدارياً بصلاحيات واسعة، قد تصل أحيانا إلى استقالات جماعية أو انهيارات مفاجئة في مستويات الأداء، بل وأحيانا تعمّد الموظفين العمل بكفاءة أقل.